قديما
أعلى (( الجاحظ )) من شأن ((اللغة)) في الخطاب الأدبي , معلنا أن ((
المعاني )) مطروحة على الطريق , يعرفها الجميع , ولكن الشأن في اختيار ((
اللفظ )) .
وتأسيسا على هذا القول (( الجاحظي )), يتبدى لنا جليا
أن (( الكتابة لغة )), وأن كونها فعلا لغويا قول لامراء فيه ولا جدال...
وأن من لا يحتفي ب(( لغته )) احتفاء بهيا يليق بموقفه الأدبي , بوصفه((
منجز إبداع)) يدخل عبر سيرورة الزمن إلى(( مدونة الأدب )) فإنه لايحقق ((
شرط )) الكتابة !!!
وإذا كان (( التجاوز والإضافة )) , هما الخيل
الراكضة في دماء الإبداع الصاهل ببشارات (( الفن البهي )) , فإن (( أسئلة
الكتابة )) حول (( إبداع الشبان والشابات)) من شداة الحرف, تنداح في
مسارات متعددة , محورها (( الوعي اللغوي )) بكل فنون (( اللغة )) من ((
نحو , وتصريف , وطريقة سبك , وتركيب ....إلخ )).
والمتأمل في
((حظ اللغة)) في بعض مايقدمه (( الشبان والشابات )) من كتابة يزعمون أنها
((إبداعية)) , يصاب بخيبة أمل لاحدود لها , إذ إن هذا المسمى (( إبداعا
))!!!! خال من أي (( إضافة أوتجاوز)) في استخدامات (( المنجز اللغوي )) !!
مكتظ بفنون (( الإبداع )) في التخريب اللغوي , بكل ما أوتي مبدعوه من((
جهل فادح )) بأبسط (( قواعد الكتابة الصحيحة )) , فضلا عن كتابة الإبداع
!!! فثمة أخطاء في(( الإملاء)) , وأخرى لاحصر لها في (( النحو )) , وثالثة
في (( التراكيب )) ...ومع ذلك يصر كاتبه على تسميته (( إبداعا ))
فمن
المسؤول عن هذا (( التخلف الكتابي )) الذي يمارسه هذا الكاتب الشاب
الواعد!! أو هذه الكاتبة الشابة الواعدة!! اللذان _ربما من قبيل اعتدادهما
وافتخارهما بنفسيهما_ عد نفسه أستاذا وعدت نفسها أستاذة بعد أن ينشرا ((
إصدارا ذاوريقات هزيلة المادة )) تتلقفها واجهات المكتبات ومنافذ البيع
الأخرى ؟؟؟!!!!
لاريب أن المسؤول الأول عن هذا(( التردي)) هو
الكاتب نفسه الذي كان عليه قبل(( الهجس )) بالكتابة , أن يعد نفسه إعدادا
((لغويا )) قويا يتلاءم وإيقاع مرحلته التي عقد العزم فيها على تلبس
حالاتها ,وقبل بقوانينها وشروطها ..فما دام ثمة ((قبول )) بشروط هذه ((
اللعبة )) لعبة الكتابة !! فلا بد أن يجئ التساؤل حول تحقيق (( شروط
الكتابة )).
كما لانعفي (( المؤسسة التربوية )) التي تخرج فيها هذا
الكاتب , وتخرجت فيها هذه الكاتبة من جانب كبير من المسؤولية!!! إذ إن
التساهل في (( مسألة اللغة )) تربويا أمر في غاية الخطورة , يفضي إلى
إشكالية ذات أبعاد ثقافية واجتماعية , قد تشكل في مستقبل الأيام تهديدا
لهويتنا وشخصيتنا!!!
فالمبادرة .... المبادرة .. نحو حماية (( اللغة والإبداع )) من فيروس التدمير !!!!!
مقال اعجبني للاستاذ عبدالله الصالح
وياليت به كاسبر أدبي يحمينا من هالفيروسات